أكد رئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود بارزاني»، في مقابلة مع قناة «العربية» أن قرار الاستفتاء جاء بسبب فشل بناء شراكة مع بغداد.
وأوضح «بارزاني» أن محاولات عديدة تبناها الإقليم لبناء شراكة حقيقية مع الحكومة الاتحادية كان مصيرها الفشل ولو كتب لها النجاح لتأجل قرار الاستفتاء إلى وقت آخر.
وشدد «بارزاني» في المقابلة التي تبث مساء الخميس على قناة «العربية»، أن أطرافاً دولية عدة نصحت الإقليم بتأجيل الاستفتاء إلى وقت آخر بسبب انشغال العراق في مقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضح أن اتفاقات عدة أبرمت مع بغداد لتشكيل دولة مدنية ديمقراطية انتهت إلى دولة طائفية.
وفي وقت سابق، شدد «بارزاني» على أن عقدة عدم الاعتراف بالآخر صارت تتحكم فيمن يحكم بغداد.
وأضاف «بارزاني» أن العرب السنة صاروا الخاسر الكبير في العراق، وأنه نصحهم مبكرا بإقامة إقليم خاص، مشيرا إلى أن العراقيين السنة العرب أخطأوا في إدارة شؤونهم وعدم التحدث بصوت واحد، وهو ما جعلهم إثر تحصن «الدولة الإسلامية» في مناطقهم الخاسر الأكبر، لأن مدنهم مدمرة الآن وقسم كبير منها مهجر.
ولفت إلى أنه نصح العرب السنة غداة إسقاط نظام «صدام حسين» بإنشاء إقليم كان الشيعة يومها على استعداد للقبول به، ولكن المزايدات والحنين إلى الماضي وغياب الموقف الموحد منعهم من المحافظة على حقوقهم، بحسب قوله.
واختتم «بارزاني» تصريحاته بالتأكيد على أن الأكراد اختاروا الشراكة في دولة مدنية بعد إسقاط نظام «صدام»؛ ليكتشفوا لاحقا وجود جنوح نحو دولة طائفية دينية، بحد قوله.
وفي 7 يونيو/حزيران الماضي، أعلن «بارزاني» أنه سيتم إجراء استفتاء في مناطق العراق الكردية في 25 سبتمبر/أيلول الجاري على إقامة دولة مستقلة.
ورغم أن التصويت غير ملزم، فإنه يشكل قاعدة لإقامة دولة مستقلة مشروعها يختمر منذ نال أكراد العراق حكما ذاتيا من حكومة بغداد بعيد حرب الخليج عام 1991.
وإقليم كردستان المكون من ثلاث محافظات في شمال العراق يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1991 ويعيش فيه 4.6 ملايين نسمة.
ويواجه الاستفتاء معارضة من دول إقليمية تضم ملايين الأكراد، خشية أن تنتقل العدوى إليها، حيث يتوزع الأكراد أساسا بين دول أربع هي تركيا والعراق وإيران وسوريا.