صحيفة فرنسية تحذر ... انهيار المجتمع في #اليمن سيهز المنطقة والعالم بأسره (ترجمة)

صحيفة فرنسية تحذر ... انهيار المجتمع في #اليمن سيهز المنطقة والعالم بأسره (ترجمة)
ازال نت
2023-01-13 00:02:31

آزال نت - باريس - صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، بقلم: يوهان بلافينات :مقابلة- لوران بونيفوي، باحث في المركز الوطني الفرنسي للدراسات والبحوث ومؤلف كتاب  (اليمن: من العربية السعيدة إلى الحرب) الذي تم نشره مؤخراً في (دار فيارد للنشر). يحث الباحث خلال هذه المقابلة المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات سريعة إزاء هذا الصراع المستمر منذ 3 اعوام والذي أودى بحياة 10 الف قتيل."هناك أكثر من 20 مليون شخص، من بينهم أكثر من 11 مليون طفل، بأمس الحاجة للمساعدات الانسانية الطارئة"، كانت هذه هي صرخة الانذار التي أطلقتها المنظمات غير الحكومية والوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي بخصوص الوضع في اليمن وذلك كي تظهر إلى أي مدى باتت الكارثة وشيكة للغاية. تعتبر الحرب الأهلية في اليمن بمثابة صراع نشب بين جماعة الحوثي المصطفة إلى جانب القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح- والتي تبسط سيطرتها على العاصمة صنعاء والمناطق الشمالية بدعم مزعوم من قبل ايران- وبين الحكومة التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تم ترشيحه في العام 2012 عقب الثورة اليمنية والذي بدوره يتلقى الدعم من المملكة العربية . أظهرت الأرقام الرسمية أن هذه الحرب حصدت أرواح أكثر من 10 الف شخص، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 2000 شخص ممن لقوا حتفهم جراء وباء الكوليرا الأسوأ في تاريخ البشرية.في مطلع الشهر الجاري، اتخذت المملكة العربية السعودية التي تقوم بدعم الحكومة اللاجئة في مدينة عدن قراراً بفرض حصار مدمر على أعقاب الضربة الصاروخية التي تم إطلاقها من اليمن وتم اعتراضها بالقرب من العاصمة السعودية الرياض. بصورة فعلية، تم إغلاق جميع الموانئ، المطارات والمنافذ المؤديه لهذا البلد، ناهيك عن أن هذا القرار حال دون وصول المواد الغذائية والمنتجات الأخرى ذات الضرورة الملحة. من جانبها، نددت أيضاً منظمة الأمم المتحدة بداية الشهر الجاري من "المجاعة العظمى" خلال هذه العقود الأخيرة، وفي مواجهة لهذه الإنتقادات تعهد التحالف السعودي يوم الأربعاء بتخفيف الحصار من أجل السماح بعبور المساعدات الانسانية. يرى لوران بونيفوي- الباحث في المركز الوطني الفرنسي للدراسات والبحوث ومؤلف كتاب "اليمن: من العربية السعيدة إلى الحرب"- أن هذه الحرب تعد بمثابة "كارثة انسانية" وأن عواقبها قد "تتجاوز حدود الشرق الأوسط".آزال نتصحيفة لو فيجارو- في الوقت الراهن، ما هو الوضع بالنسبة للشعب اليمني عقب قيام المملكة العربية السعودية بفرض الحصار؟لوران بونيفوي- إن الأرقام التي تظهر الوضع الانساني في اليمن مرعبة للغاية، إذ أن هناك أكثر من 20 مليون شخص هم بحاجة ملحة للمساعدات الانسانية من مجموع السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة. كما أن هذا الحصار الذي يتم فرضه منذ 3 سنوات والذي تم تعديله بصورة عرضية - وتم الاعلان عن تخفيفة يوم الاربعاء- أدى إلى المزيد من التدهور في ظل الوضع الحرج مسبقاً، ذلك أن اليمن تعتمد بشكل هيكلي على استيراد المواد الغذائية والأدوية. بالتأكيد أن هناك شبكات أمن تعمل على تجنب جميع المشاكل، كما أن الشعب اليمني قام بتكييف نفسه من أجل البقاء على قيد الحياة وذلك عن طريق تهريب البضائع أو بفضل زراعة الأغذية. بيد أن الوقت يمر، وهناك فرصة لرؤية الكارثة الانسانية التي تم الاعلان عنها منذ العام 2015 وهي تتحقق على أرض الواقع. أما بالنسبة للرياض فهي تفخر بالسيطرة التي تبسطها على المداخل والمخارج للأراضي اليمنية وتطالب بإدارة الأزمة الانسانية بصورة أفضل وذلك من خلال عمل المركز الانساني التابع للملك سلمان. وبفضل هذه المؤسسة التي تم انشاءها في العام 2015، تقوم الرياض بالترويج للمجتمع الدولي بأنها تعمل ما في وسعها لمساعدة الشعب اليمني. ومع ذلك، كل الأمور تشير إلى أن الرياض لا تدير هذه الأزمة بالطريقة الصحيحة، ذلك لأنها ليست طرفاُ محايداً في هذا الصراع، بل أنها طرف رئيسي في الصراع لا سيما وأنها متهمة بإرتكاب جرائم حرب، كما أن إدارة أزمة مثل هذه لا تتطلب نوع من الارتجال، وإنما تتطلب تجربة حقيقة.صحيفة لو فيجارو- غالباً ما تقوم وسائل الإعلام بتلخيص الحرب في اليمن على أنها تنافس اقليمي بين المملكة العربية السعودية وايران، هل الأمر بكل هذه البساطة؟لوران بونيفوي- بالتأكيد لا، فالحرب في اليمن معقدة للغاية وترتكز في الأساس على قضايا محلية. في البدء، نشب النزاع حول التنافس بين النخب السياسية التي نشأت على خلفية أحداث الربيع العربي، وبالتدريج بدءاً من العام 2014، تم تشويه هذه القضايا المحلية من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية بغرض خدمة شبكة القراءة المبسطة التابعة لهم والتي ترتكز على فكرة المواجهة بين القوى الإقليمية على الأراضي اليمنية. حيث قامت المملكة العربية السعودية بالتعهد بتقديم دعمها العسكري لمساعدة الحكومة التي نشأت عقب ثورة عام 2011، وبالتالي جاءت حملتها العسكرية على شكل آلاف التفجيرات التي تقوم بشنها ضد جماعة الحوثي المدعومة من قبل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح- الذي تم خلعه من قبل الشعب في ثورة الربيع العربي 2011- والتي تعتبر حليفاُ لايران. ومن الممكن ترجمة التدخل السعودي في اليمن بأنه نتيجة لتصاعد امكانيات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سعى منذ أن أصبح وزيراً للدفاع في يناير 2015 إلى إضفاء شرعيته في اليمن، إذ أن هذه الحرب تعتبر بالنسبة له بمثابة وسيلة لإثبات قيمته وقدرته تجاه الأمراء الأكثر خبرة. علاوةً على ذلك، فبالتأكيد أن التنافس ليس غائباً، بيد أن النخبة السعودية تقرأ القضايا التنافسية في ظل هذا التنافس، حتى وإن كان الأمر يتعلق بقراءة حتماً جزئية.أما بالنسبة لايران، فإن الدور الذي تلعبه في اليمن يعتبر اكثر محدودية، فهي لا تقوم بالقصف أو إرسال المقاتلين، غير أنه من المحتمل تقديمها دعم مالي وتقني للحوثيين ولكنه ليس سبباً في تمرد الحوثيين على الرغم من أنهم يمثلون بطريقة واضحة الرمزية والكيان السياسي الشيعي. بعيداً عن الأبعاد الطائفية، فإن ايران بلا شك تتخذ هذا الصراع كوسيلة لدفع المملكة العربية السعودية للإنخراط  في حرب يصعب عليها تحقيق الانتصار فيها. فضلاً عن ذلك، كل هذا يتم بأقل التكاليف بالنسبة للقادة والزعماء الايرانيين.صحيفة لو فيجارو- ماهي العواقب التي قد تترتب على حرب لا نهاية لها في اليمن؟لوران بونيفوي- إن انهيار المجتمع اليمني لن يحدث خلف ابواب مغلقة، بل أنه قد يكون له عواقبه الوخيمة بالنسبة للمنطقة والعالم بأكمله، فأولا وقبل كل شيء، يقع هذا البلد على "طريق البترول"، وتبقى آثار ذلك غير مؤكدة جداً. من جهة أخرى، تتسبب الأزمة الانسانية في تدفقات كبيرة لللاجئين: ذلك أن 400 الف يمني تركوا بلدهم بالفعل، وهذه ليست إلا البداية ، مع طرق سيتم تنظيمها بصورة تدريجية.وأخيراً ومنذ فترة طويلة، يعتبر اليمن أرضاً تمتلك فيها الجماعات الجهادية قاعدة ارهابية وتحظى فيها ببعض الدعم، كما أن وضع الحرب يساهم في تعزيز الحركات الجهادية لا سيما وأن الحرب دمرت مؤسسات الدولة وأضفت الشرعية على مبادئ الطائفية والعنف. ولا يوجد أدنى شك في أن اليمن سوف يظل جبهة مهمة في سياق مكافحة تنظيم القاعدة، وبهذا الخصوص علينا التذكير بأن الفرع اليمني لهذا التنظيم هو من قام برعاية الهجوم الذي تم تنفيذه ضد تشارلي ابدو، ولا شيء يشير إلى أن هذا التنظيم قد تم إضعافة وإنما العكس تماماً. والأسوأ من ذلك أن اليمن وبسبب عوزته، نموه السكاني بل وأيضاً نقص مواده لا سيما فيما يتعلق بالمياه، يعتبر بمثابة تحدي علينا التعامل معه بذكاء، بل أنه يمكنني القول بأن اليمن عبارة عن مختبر نراقب فيه قضايا من الممكن أن تشهدها قريباً بلدان أخرى.صحيفة لو فيجارو- كيف بإمكانك تفسير الصمت الذي يخيم على المجتمع الدولي؟لوران بونيفوي- من جهة، يعتبر هذا الصمت مرتبطاً بتعقيدات الصراع. من المحتمل أننا لا نفهم ما الذي يحدث في اليمن بصورة واقعية، وهو الأمر الذي بالتأكيد يقود وسائل الإعلام إلى عدم الحديث عن القضية اليمنية، فالصور والمعالم مفقودة بيد أن الأكثر تخفياً هي تلك الحرب التي يتم تجاهلها. أما بالنسبة لقادتنا، فإنه من المحتمل أنهم لا يرغبون في الحديث عن هذه القضية كثيراً، وذلك لأن الحديث عن اليمن سوف يقودهم إلى مراجعة سياساتهم وتحالفاتهم في الشرق الأوسط.إن التخوف الواضح من الحرب في اليمن سوف يؤدي إلى انتقاد استراتيجية المغامرة التي خاضتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن، كم أنه سوف يؤدي إلى الضغط على الرياض وابو ظبي وذلك من أجل تغيير سياستها. في هذا السياق، يتضح لنا أن كل هذا سوف يتم على الأرجح على حساب بعض عقود الأسلحة التي تم ابرامها مع هذه الممالك.. وربما أنهم لم يبدوا اهتمامهم لهذه القضية لأن إهتمامهم قد يعمل على تقويض تحالفاتهم التي نشأت عن طريق عقود الأسلحة هذه.



 

ترجمة: شاميه الحيدري



تابع موقعنا :

اخر الاضافات

اخبار قد تعجبك

لون التصفح :